السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طابت أوقاتكم بكل خير أصدقاء Researchable
استكمالًا لما بدأناه في سلسلة المجلات العلمية، نسلط الضوء اليوم على قضية شائكة تهم كل باحث وطالب في بداية طريقه البحثي وتوجهه لاختيار المجلات المناسبة للنشر.
ألا وهي عملية النشر المفترس، والتي تقوم بها المجلات المفترسة (Predatory Journals) والتي تُعرف عمومًا بأنها مجلات مزيفة وُجدت لأهداف ربحية بحتة وليست ذات قيمة علمية ولا تمتلك معايير تقييم علمية وأخلاقية دقيقة، لذا فنسب قبولها للأبحاث المقدمة عالية لكونها تهدف للربح المادي فحسب.
ظهرت المجلات المفترسة ابتداءً بعد ظهور المجلات ذات المصدر المفتوح (open access) التي تطلب من الباحثين رسومًا للنشر، فاستغلت هذه النقطة لهدف الربح المادي بأن تُلبس على الباحثين في اختيارها ظنًا منهم بأنها مجلات موثوقة مفتوحة المصدر.
من المهم جدًا لكل باحث أن يكون حذرًا ودقيقًا في اختياره للمجلة التي ينوي تقديم بحثه لديها، فالمجلات المفترسة -كما سنفصل لاحقًا- تمتلك العديد من الأساليب الاحتيالية لخداع الباحثين وإيهامهم بأنها مجلة موثوقة ومصنفة في قواعد البيانات المعروفة، بينما هي ليست كذلك!
والنشر في مثل هذه المجلات دون الوعي بها هو مأزق كبير يجب الحذر منه، فهو لا يقدم أي قيمة علمية معتبرة إضافة لضرره البالغ على سمعة الباحث.
لذا، سنتطرق في النقاط التالية إلى مواصفات المجلات المفترسة وكيف نميزها عن غيرها، ثم إلى طرق التحقق من المجلات واكتشاف المفترس منها.
كما ذكرنا، الأساليب الاحتيالية للمجلات المفترسة متعددة، ومن أبرزها أن:
- تكون أسماءها مشابهة لمجلات علمية موثوقة
- سياسة النشر، معايير التقييم، ومعلومات هيئة التحرير مبهمة وغير واضحة
- ذات عامل تأثير (IF) مزيف
- غالبًا ما تتطلب رسومًا عالية للنشر
- نسب قبول عالية للأبحاث
- عملية نشر سريعة (قد تستغرق أيام أو أسابيع قليلة فقط!)
- تظهر على أنها مصنفة في قواعد بيانات مزيفة
- تقديم دعوات تسويقية للباحثين والإلحاح عليهم لتقديم أبحاثهم للمجلة عبر البريد مع وعود بسرعة النشر
إذًا، بعد أن عرفنا أهم الخصائص التي نستطيع بها تمييز المجلات المفترسة، ما هي الطرق المعينة على التحقق من هذه المجلات؟
أولاً: البحث عن المجلة في قواعد البيانات الموثوقة (كـ PubMed أو Web of science) للتأكد من تصنيف المجلة لدبها.
ثانيًا: استخدام موقع قائمة بيل (beallslist.net) من خلال البحث باسم الشركة الناشرة أو المجلة.
ثالثًا: استخدام أداة Think, Check, Submit الشهيرة
((thinkchecksubmit.org/journals/
ختامًا، من المهم التأكيد على أنه هذه الطرق المذكورة لا تعطي حكمًا نهائيًا بجودة المجلات وموثوقيتها، بل هي أدوات مساعدة تكمل بعضها البعض، ومن الأفضل ألا يعتمد الباحث على واحد منها فقط بل يحرص على أن يبحث بشكل موسع ومتعدد الأدوات حتى يطمئن إلى جودة المجلة التي يود التقدم للنشر لديها.
تمنياتنا لكم برحلة نشر آمنة وموفقة!
المرجع: https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2405844022002870