سلسلة المجلات العلمية: ما هو معامل التأثير؟

٢١ أبريل ٢٠٢٤
Layan Albdrani
سلسلة المجلات العلمية: ما هو معامل التأثير؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلًا بكم أصدقاء منصة Researchable

نستفتح معكم في تدوينتنا لهذا الأسبوع سلسلة من عدة تدوينات نتطرق فيها للعديد من الجوانب المهمة للمجلات العلمية المحكمة، بدءًا من آلية تصنيفها، التحقق من جودتها، واختيار الأمثل منها للنشر.

كثيرً ما نسمع في أوساط البحث العلمي بمصطلح معامل التأثير (Impact Factor) والذي يختصر عادةً بـ (IF)، ونجده ممثلًا في أرقام معينة لكل مجلة

فما معنى هذا المصطلح؟ وكيف يساعدنا في تصنيف وتقييم المجلات العلمية؟

معامل التأثير هو منتج يتبع لقاعدة بيانات كلاريڤيت، قامت الشركة بابتكاره كمعيار للتمييز بين المجلات العلمية الجيدة والسيئة ضمن تخصص معين، وهو عبارة عن رقم يمثل متوسط عدد الاستشهادات (Citations) لكل الأوراق المنشورة في مجلةٍ ما خلال وقت محدد، والذي ذكرت الشركة في تعريفها بأنه يتمثل في السنتين الماضية للنشر.

لذا، لا يمكن حساب معامل التأثير لمجلة ما إلا بعد مرور سنتين على الأقل من تاريخ صدورها وتسجيلها في أحد الفهارس الإلكترونية.

ولنفهم آلية حساب معامل التأثير بشكل مبسط، إليكم المثال التالي:

معامل تأثير مجلة X لعام 2024 هو متوسط عدد الاستشهادات للأوراق العلمية المنشورة فيها خلال عامي 2022 و 2023. وكلما ارتفع رقم عامل التأثير، كلما دل ذلك على قوة وأهمية الأوراق العلمية التي تنشرها تلك المجلة حسب رأي كلاريڤيت.

وكثيرًا ما يتفاوت معامل التأثير بشدة بين العديد من المجلات في ذات التخصص، والسبب في هذا هو مدى تميز الأوراق العلمية التي يتم نشرها في المجلة من حيث الجودة والدقة، فكلما كانت المجلة ناشرة لأوراق بحثية ذات جودة عالية يعتمد عليها الباحثون الآخرون ويقتبسونها في أبحاثهم، فإنها ستتحول -مع مرور الوقت- إلى مرجع مهم وموثوق في مجالها، وتصبح هدفًا كبيرًا للباحثين للنشر فيها.

ولكون معامل التأثير يعتمد على تكرار الاستشهاد بالدراسات في السنوات القليلة الأولى من نشرها، فإن من عيوبه أنه لا يخدم المجلات ذات الدراسات التي يتم الاستشهاد بها على مدى فترة زمنية أطول (10 سنوات مثًلا) مما يعني أن المجلات المتخصصة في المجالات سريعة التوسع مثل التقنية والحوسبة تميل للحصول على معدلات اقتباس فورية أعلى، وبالتالي الحصول على معامل تأثير أعلى من المجلات المتخصصة في مجالات أخرى أبطئ توسعًا مثل التعليم أو الاقتصاد.

ومن العيوب المعتبرة كذلك هو أن الاقتباسات لا يتم توزيعها في المجلة بالتساوي. ففي الواقع، قد لا يتم الاستشهاد بالكثير من الدراسات في إحدى المجلات على الإطلاق ولمدة سنوات، ولكن، قد يرتفع معامل تأثير هذه المجلة بمجرد الاستشهاد بكثرة بدراستين أو ثلاث من هذه المجلة! لذلك، لا يعكس معامل التأثير جودة الدراسات الفردية المنشورة بشكل دقيق.

وبرغم كون معامل التأثير أحد أشهر المعايير التي تحدد ترتيب وقيمة المجلة العلمية، إلا أنه ليس الوحيد، وليس الأدق على الإطلاق. وسنتطرق لمعيار أخر لا يقل أهميةً عنه في تدوينتنا القادمة بإذن الله.


دمتم بخير!



المرجع: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4150161/